الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

نكبر و تكبر الآلام و يكبرون و تكبر الاحلام





بسم الله الرحمن الرحيم

نكبر و تكبر الآلام و يكبرون و تكبر الاحلام 



 من صغر الأنامل ، نشاهد الأقران يصلون بالرصاص ، و الامهات يسفرن الحياة ، و نشاهد الاباء يشكون لله كثرة البلاء ، فتخرج الكلمات البريئة ...من هؤلاء ؟؟ لماذا يضربون ؟؟لماذا يقتلون ؟؟..فتأتي الاجابة :- هؤلاء اهل لنا و ضربهم لطردهم و قتلهم لردهم عن الثبات ، فتزداد التساؤلات لطردهم من اين ؟! و أي ثبات ؟! لطردهم من بيوتهم و ثباتهم على دينهم و كرامتهم ، فيأتي التعجب ...من هؤلاء الجنود الذين لا يعرفون أي حدود؟! و اهلنا يقتلون ..و ما نحن فاعلون ؟؟ انهم جنود الاحتلال و نحن أثقلتنا الأغلال ،، اي أغلال يا أبت !! أشاهد أيديك طليقة ،و على كل حال إني كرهت هذا الحال .
فطمئن الكيان إن فطرنا على كره قتلت الأطفال ، و لا نحتاج تحريض ، فما نعرفه عقولنا منه تفيض ،و انما نترك القيود و سوف نسري يوما إلى الحدود ...فلا تعتقد أن قتالنا مع القيود ينسينا تلك الحدود ، و انشغالنا بالأذناب لا ينسينا سمكم اللهاب .
و تكبر الأنامل ، فيكبر الادراك ،فتكبر الآلام . كيف لا ..كيف لا؟! و انت تدرك ما يحاك تارة ،و تشعر بما يحاك تارة أخرى ؛ تدرك تولد الأندلس حتى صعب العد ، و تشعر بالفتنة التي ليس لها حد ، و تدرك تعدد الاحتلال ؛ فمنه احتلال أممي ، ينبع من خطاب الرئيس الأمريكي (( سوف نقتال الارهاب ، و من ليس معنا فعلينا)) فحسد فيه إرهاب الدولة للدول الاخرى و تسلط الظالمين ، و خلط المفاهيم ، و الاساءة للآخر . و منه الاحتلال الحديث الذي يستعبدك بلقمة عيشك و بلاهة من يديرون أمر بلاد المسلمين .


**************

و قبل أن تدرك الآلام ، يدرك الآلام وجودك فتتسرب الى والديك ، فما سبيلنا لتأمين احتياجات ابننا الصغير ، و ما في يدينا يسير ؟ كيف لنا بالحفاظ بمصاريف الحفاظ ؟ فيعم الصمت لحظة ...بعدها يشق الصمت كلام جميل ""نتوكل على الله و مالنا إله سواه"" ، و يطول بك البكاء نهارا يا صغير ، كيف لا ولقمة العيش صعبة ، فما أصعب فراق الأم عن ابنها صباحا لذهابها للعمل ، فلربما ينقضي الشهر بلا ديون .

تكبر فتتقن السير على قدميك ، و يلفظ لسانك بعض الكلمات و تدرك الحزن ، و لا تدرك الآلام ، فتشاهد ما بيدي أقرانك فتطالب بمثله و تلح بالطلب و تبكي يا صغير .. و تبكي والديك ، فهم لا يملكوا إسكات شغفك في التعرف الى العالم بما فيه إلا بقطرة من ملذات الحياة أصلها من دمهم المخلوط بدموعهم و حرمانهم من حاجاتهم .

و تكبرأكثر ، فتدرك الحرن و الألم و الحرمان فتختار الحزن و الحرمان على الألم الذي تسببه طلباتك لوالديك ... نعم ما أجملك يا صغيري ..أنت تكبر أسرع من عمرك ، فمن مثلك يا صغير تحضر نقودك القلية التي جمعتها على طول السنة لتسكت بها دموع أبويك و هموم الدين ، فترسم الفرحة في قلوبهم ، رغم أن نقودك أصلا لا تتجاوز بضع دنانير لا تسمن و لا تغني من جوع .

يشتد ساعدك و يتسع علمك بسنوات عمر والديك ، و تطيل انتظار واجب الدولة بتامين العمل لك ، و طبع الرجولة لا يقبل منك الجلوس بلا عمل ، فتعمل عملا لا يكاد يؤمن لك احتياجاتك الشخصية . فتشاهد أبناء العشرين يبدون في الثلاثين ،، و فجأة يأتي خبر تحسبة الماء الذي يروي عطش السنين (( سوف نزيل تشوة الرواتب و نعطي لكل ذي حقا حقه )) فعندما تقترب تجده سراب بل جحيم يعفى فيه أصحاب الألوف ، و يأخذون اللقمة من فم أخيك المتوف و يرمون عليك الفتات .


*************

و في غيرنا من الدول يأخذ الطفل طلباته فورا و الدولة تسعى لتأمين احتياجته بكل ما تملك و تحفزهم على الابداع ، و لا ترضى لهم الفشل ، و تدعم الفاشل حتى يجد طريق النجاح . فكلما كبر حلمه وجد من يدعمه .
و عندما صحنا .. أليس من حقنا الحلم ؟! قالوا :- و يلكم ما لكم عندنا غير الألم ، و الذبح و التقتيل ، و السجن و الظلم ، و لا يسمح لكم بالتفكير الا بسبيل جلب اللقم ....



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق